عبد القادر عضو فضي
عدد المساهمات : 264 تاريخ التسجيل : 27/09/2009 العمر : 44
| موضوع: خطبة رقم 7 بعنوان (حقوق الابوين في الاسلام والبر بهما)الجمعة 25-3-2011 توسان اريزونا الولايات المتحدة الامريكية الخميس 24 مارس - 11:29 | |
| خطبة رقم 7 بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:ايها المسلمون خطبتي لهذا اليوم تتواصل عما بدأناه في كيفية تربية اولادنا في الغربة ونتكلم اليوم لكم عن حق الابوين والبر بهما.قال الله تعالى: ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ))الاسراء23يقول القرطبي رحمه الله هذه الاية فيها عدة مسائل منها:الاولى : قوله (وقضى) :أي أمر وألزم وأوجب.الثانية : أمر الله سبحانه بعبادته وتوحيده وجعل بر الوالدين مقرونا بذلك كما قرن شكرهما بشكره فقال : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) وقال (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) وفي صحيح البخاري عن عبدالله قال : سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال :الصلاة على وقتها قال : ثم أي ؟ قال ثم بر الوالدين قال ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله. فأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام.الثالثة : من البر بهما والإحسان إليهما ألا يتعرض لسبهما ولا يعقهما فإن ذلك من الكبائر بلا خلاف, وبذلك وردت السنة الثابتة ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إن من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا : يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال : نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه.الرابعة:تقديم الام على الاب في البرلما تلقى الام من الم الحمل والطلق والولادة والسهر على تربية الولد قال تعالى((ووصينا الانسان بوالديه إحساناحملته كرها ووضعته كرها)) عن أبي هريرة قال :جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك قال : ثم من ؟ قال : أمك قال : ثم من ؟ قال أمك قال : ثم من ؟ قال أبوك.وقداتفقت جميع الأديان على بر الوالدين، فوصف الله يحيى بقوله: (وبرًا بوالديه، ولم يكن جبارًا شقيًا) مريم: 14, وكذلك وصف عيسى على لسانه في المهد: (وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا) وكذلك جاء القرآن فجعل الأمر ببر الوالدين بعد عبادة الله وحده، بعد التوحيد . . (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا) النساء: 36 (أن اشكر لي ولوالديك) لقمان: 14.ذكر أبوالليث السمرقندي عن أنس رضي الله عنه"أن شابا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسمى علقمة,فمرض واشتد مرضه,فقيل له :قل لا إله إلا الله فلم ينطق لسانه,فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم:فقال هل له أبوان؟فقيل أما أبوه فقد مات,وله أم كبيرة,فارسل أليها ,فجاءت,فسالها عن حاله فقالت:يا رسول الله كان يصلي كذا وكذا,وكان يصوم كذا وكذا,وكان يتصدق بجملة دراهم ما ندري ما وزنها وما عددها؟قال :فما حالك وحاله؟قالت:يا رسول الله أنا عليه ساخطة واجدة,قال لها: ولم ذلك؟قالت لأنه كان يؤثر علي امرأته ويطيعها في الاشياء,فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:سخط أمه حجب لسانه عن شهادة لا إله إلا الله.ثم قال: يا بلال انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه بالنار,فقالت يا رسول الله:ابني وثمرة فؤادي تحرقه بالنار بين يدي؟وكيف يحتمل قلبي ذلك,فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:يسرك أن يغفر الله له فارضي عنه؟فو الذي نفسي بيده لا ينتفع بصلاته ولا بصدقته ما دمت ساخطة ,فرفعت يدها وقالت:أشهد الله تعالى ,وأنت يا رسول الله ومن حضر أني قد رضيت عنه,فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :يا بلال ,انطلق وانظر هل يستطيع علقمة أن يقول لا إله إلا الله فلعل أمه تكلمت بما ليس في قلبها حياء من رسول الله:فانطلق بلال ,فلما انتهى الى الباب سمعه يقول:لا إله إلا الله,ومات من يومه وغسل وكفن وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,ثم قام على شفير القبر, وقال يا معشر المهاجرين والانصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله,ولا يقبل منه صرف ولا عدل" .وروى الحديث بلفظ آخر الطبراني وأحمد.المسألة الاخرى:قوله تعالى ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا))لقمان 15 .ولا يختص بر الوالدين بأن يكونا مسلمين بل إن كانا كافرين يبرهما ويحسن إليهما روى البخاري [ عن أسماء قالت :قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم إذ عاهدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبيها فاستفتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم صلي أمك ]ومن تمام برهما صلة أهل ودهما ففي الصحيح عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:من أبر البر صلة الرجل أهل وده أبيه بعد أن يولي وروى ابو اسيد وكان بدريا قال :كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا فجاءه رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله هل بقي من بر والدي من بعد موتهما شيء أبرهما به ؟ قال : نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما بعدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من فبلهما فهذا الذي بقي عليك.قوله تعالى ((إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما))وقد خص الله تعالى ذكر الكبر لانه عندما يكبر الانسان فالمحيطين به عادة يستثقلونه ويحصل لهم الملل منه ويكثر ضجرهم فيظهر غضب الولد على ابويه وتنتفخ أوداجه ويستطيل عليهما بدالة البنوة وقلة الديانة واقل المكروه ما يظهره بتنفسه المتردد من الضجر وقد امر أن يقابلهما بالقول الموصوف بالكرامة وهو السالم عن كل عيب فقال فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).روى مسلم عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "رغم أنفه رغم أنفه قيل من يارسول الله ؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة.قوله تعالى : ((فلا تقل لهما أف)) أي لا تقل لهما ما يكون فيه أدنى تبرم , وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لو علم الله من العقوق شيئا أردأ من أف لذكره فليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة".وقال العلماء :لو أن هناك كلمة أقل من كلمة أف لذكرها الله سبحانه وتعالى.لذلك على الاباء والمربين أن يؤدبوا أبناءهم على بر الوالدين وأن يلقنوهم هذه الاداب السلوكية مع آبائهم وأمهاتهم وهي مرتبة كما يلي:ألا يمشوا أمامهم,وألا ينادوهم بأسمائهم,وألا يجلسوا قبلهم,وألا يتضجروا من نصائحهم,وألا يأكلوا من طعام ينظرون إليه,وألا يرقوا مكانا عاليا فوقهم,وألا يخالفوا أمرهم,وأن لا يستنكفوا من تقبيل أيديهم أمام أصدقائهم,وألا يغضبوا بحضرتهم,وألا يتكبروا عليهم. لذلك كان رضى الرب من رضى الوالدين وسخط الرب من سخط الوالدين.وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ولجميع المسلمين. | |
|
Hasan AlObaidiא مديــــــــــر الشبكــــــــــة
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 20/08/2009
| موضوع: رد: خطبة رقم 7 بعنوان (حقوق الابوين في الاسلام والبر بهما)الجمعة 25-3-2011 توسان اريزونا الولايات المتحدة الامريكية الخميس 24 مارس - 13:02 | |
| جزاك الله خيرا اخي الكريم بارك الله فيك على المجهود القيم على نقل خطبة الشيخ في ميزان حسناتك
| |
|