عبد القادر عضو فضي
عدد المساهمات : 264 تاريخ التسجيل : 27/09/2009 العمر : 44
| موضوع: خطبة رقم 14 حقوق الزوجة على زوجها الإثنين 6 يونيو - 1:51 | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين. أما بعد: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)) قال السدي: المودة: المحبة، والرحمة: الشفقة، وروي معناه عن ابن عباس قال: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء. يا معاشر المسلمين:أعلموا أن الزواج في الاسلام مقصد مهم من مقاصد الشريعة,لان فيه بناء الاسرة وتكوين المجتمعات وقد اكد الاسلام على توطيد أواصر المحبة والالفة والمودة بين الزوجين واعطاء كل من الزوج والزوجة حقوقهما بما يوفر لهما الحياة السعيدة,لذلك كان التفريق بين الزوجين من أعظم ما يفرح به ابليس عند بعثه سراياه وفي صحيح مسلم عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجئ أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال فيدنيه أو قال فيلتزمه ويقول نعم أنت. وقد وضع الاسلام حقوقاً على الزوجين، وهذه الحقوق منها ما هو مشترك بين الزوجين، ومنها ما هو حق للزوج على زوجته، ومنها ما هو حق للزوجة على زوجها. واليوم سنتكلم لكم عن حق الزوجة على زوجها: 1- توفية مهرها كاملاً امتثالاً لقوله تعالى(( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)). فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا برضاها. ((فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً)). 2- الحق الثاني: الإنفاق عليها: وهذه النفقة تتناول نفقة الطعام والكسوة، والعلاج والسكن لقوله: ((وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف)). 3- الحق الثالث: وقايتها من النار: امتثالاً لقوله تعالى(( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً)). قال علي في قوله تعالى: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً أدبوهم وعلموهم. وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)). وإذا كان الزوج لا يستطيع تعليم امرأته فلييسر لها أسباب التعليم، ومعرفة ما أوجب الله عليها ومعرفة ما نهاها الله عنه. 4- الحق الرابع: أن يغار عليها في دينها وعرضها، إن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم الكريم,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة ديوث) وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة. فعن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله : ((إن من الغيرة غيره يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة)) [رواه أحمد وأبو داود والمعاشرة بالمعروف تكون بالتالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استوصوا بالنساء خيرا)) أي ارفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن. بحسن الخلق معها، فقد روى الطبراني عن أسامة بن شريك مرفوعاً: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً)) [حديث صحيح]. ومن حسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواء بحضرة أحد أم لا. ومن حسن الخلق إذا صدر منك الخطأ أن تعتذر منها كما تحب أنت أن تعتذر منك إذا أخطأت عليك، وهذا لا يغض من شخصك أبداً، بل يزيدك مكانة ومحبة عندها. ومن المعاشرة بالمعروف التوسيع بالنفقة عليها وعلى عيالها. ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي بإشارة أم سلمة يوم الحديبية. ومنها: أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات. ومنها أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فرصاً لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن يكون وجهه طلقاً بشوشاً، وإذا رآها متزينة له لابسة لباساً جديداً أن يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يعجبهن المدح. ومنها التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها، وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء,وأن لا يهجر إلا في البيت ولا يقبح وان راى منها ما يكره يصبر عليها ويتذكر فعلها الطيب معه. فعن أنس أن النبي لم يقل له قط أفٍ (ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لا فعلت كذا)متفق عليه ومن المعاشرة بالمعروف: أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له، ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)). ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغاً. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) [رواه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي.)الترمذي وقال عمر رضي الله عنه مع خشونته ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمسوا ما عنده وجد رجلا. وقال لقمان رحمه الله ينبغي للعاقل أن يكون في أهله كالصبي وإذا كان في القوم وجد رجلا. واستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ولجميع المسلمين.
| |
|
Jumana عضو فضي
عدد المساهمات : 246 تاريخ التسجيل : 20/08/2009
| |